صانع الدمى قصه حقيقية انتهت بمأساه

يونيو 13, 2021 يونيو 13, 2021 0 تعليق
نبذة عن المقال:
-A A +A


 


صانع الدمى قصه حقيقية انتهت بمأساه 

تفتكروا مين حظه أوحش؟

واحد تاه في صحرا كبيرة ومفيش معاه نُقطة مية؟ ولا واحِد غرقان في المُحيط ومفيش معاه حاجة يتمسِّك بيها؟

الإجابة: لا دا ولا دا!

الإجابة الصح.. أنا! أنا حظي أوحش من الإتنين! وعشان تفهَم ليه بقول كدا.. خليني الأول أعرَّفك على نفسي وأحكيلَك حكايتي.. 

أنا بدوي عبد التوَّاب، حرامي، آه.. زي ما قريت كدا، وكدا كدا إنت لا تعرَف شكلي ولا حتى ضامِن إن دا اسمي الحقيقي، ودا اللي مخلِّيني أتكلِّم معاه بحُرية وبدون ما أخاف من حاجة..

شُغلتنا على أد ما فيها خطورة.. فيها مكسَب، ويمكِن تستغرَب اللي هقوله دا.. بس كمان فيها مُتعة ومُغامرة، محدِّش هيفهَم اللي بقوله غير اللي جرَّب لذِّة إنك تعمل حاجة وإنت خايف تتكشَف!

وبصراحة.. أنا بتاع الخفَّافي، بنُط على الشقة من دول، أقلِّبها وأشوف إيه خفيف وتمنه عالي، مش بتاع تقايل ولا حاجات من اللي تفضَح وتودي في داهية، أنا أقلِّب تليفون جديد، لاب توب غالي، شاشة حديثة صغيَّرة، رزمة جنيهات، أستِك من الأخضر، كدا يعني.. إنما أنا مش بتاع خِزَن حديد وتليفزيونات كبيرة وحاجات من النوع دا.

عشان كدا.. دايمًا بدوَّر على شُقق ناس مُعيَّنة، الناس اللي هُمّا من الطبقة الفوق متوسِّطة، وصدَّقني الموضوع بقى صعب عشان ألاقي واحِد منهم، لأن أغلَب الناس بقوا محصورين بين طبقتين بس، يا فوق أوي.. ودا صعب تسرقه لأنه بنسبة ٩٩٪ حاطط كاميرات مُراقبة وكلاب هتنهشَك من حتت مش لطيفة، يا تحت أوي.. ودا صعب تسرقه لأنه بنسبة ١٠٠٪ هيصعَب عليك وهتسيبله فلوس في البيت قبل ما تنزل وهتبقى واقفة عليك بخسارة.

عشان كدا لمَّا سمعت عن شقة «الفنان» قرَّرت إن هو دا هدفي الجاي، الطبقة دي من الفنانين بتكون لطيفة جدًا، أولًا طالما فنان يبقى عنده لاب توب غالي بيخلَّص عليه شُغله، ثانيًا طالما عايش في منطقة زي اللي هو عايِش فيها يبقى لسَّه موصلش أوي، فلوس سهلة بالبلدي كدا.. وأنا مش طمَّاع يعني، أنا حرامي آه.. بس برضى بقليلي عادي!

راقبته كذا يوم لحَد ما عرفت مواعيده، إمتى بيطلَع وإمتى بينزل، والنتيجة كانِت.. يوم التلات!

يوم التلات بينزل من بيته الساعة ٤ العصر.. ومش بيرجَع غير ٦ الفجر! راقبته شهر كامل.. والنتيجة كانِت واحدة، تفاصيل التلات مكانِتش بتتغيَّر، عشان كدا قرَّرت إن يوم التلات.. وأول ما الساعة تدُق ٣ بعد نُص الليل، هنُط على الشقة، ودا فعلًا اللي حَصَل!

ودي كانِت أكتر حاجة ندمان عليها في حياتي

شباك الصالة كان مفتوح، عشان كدا لمَّا زقيت الستارة ودخلت منه، لقيت نفسي جوا الشقة بمُنتهى السهولة، وقفت مكاني شوية لحَد ما عينيَّا تتعوِّد على الضلمة، صعب جدًا أفتَح النور بتاع الشقة أو حتى أفتَح كشَّاف موبايلي، لأن بمُنتهى البساطة.. إنت مش عارف مين اللي مُمكِن ياخُد باله من النور، خصوصًا لو حد عارِف مواعيد صاحِب الشقة، هتبقى مُشكلة كبيرة!

بس عارف المُشكلة الأكبَر كانِت إيه؟ إنهم مقالوليش الفنَّان دا.. فنَّان في إيه؟

أنا قُلت يعني كاتِب، مُمثّل شاب، مُخرِج بيحاوِل، أو حتى من بتوع التيك توك! لكن مجاش في بالي أبدًا.. أبدًا إنه بتاع عرايس!

أول ما عينيَّا خدت على الضلمة وشُفتهم.. جسمي قشعَر! كانوا كتير! في كُل حتة! عرايس كبيرة، صغيّرة، خزف، فرو، خشب، كاملة، ناقصة، طويلة، وقصيرة! عرايس جميلة! وعرايس مُخيفة!

غمضت عينيَّا وخدت نفس عميق، مشيت وسط العرايس اللي كانِت في كُل مكان حرفيًا، على ما يبدو الأوضة اللي أنا دخلت منها هي المشغَل بتاعه، بالراحة وبهدوء بدأت أمشي بين العرايس اللي على الأرض، باخُد بالي عشان مدوسش على عروسة منهم وتطلَع من اللي بتعمل صوت، خدت خطوة.. إتنين.. تلاتة.. وسمعته!

صوت حركة في الصالة برا، وقفت مكاني زي التمثال، الصوت اختفى، بس أنا كُنت خايِف أتحرَّك، فضلت واقِف مكاني ثابِت، بعد دقيقة تقريبًا.. إتطمِّنت، مشيت خطوة كمان.. بس هي كانِت خطوة واحدة ووقفت مكاني تاني، المرة دي مش عشان سمعت صوت برا.. لأ! المرة دي عشان حسيت بإيد باردة صغيَّرة بتمسك رجلي!

كُنت على وشك أصرُخ، خصوصًا إن الإيد مكانِتش ثابتة، دي كانِت بتمسك رجلي بقوة، جسمي كُله كان بيتنفض، عينيَّا مدمَّعة، بس مش قادر أصرَّخ، بصيت تحت ببطء.. بس مفيش حاجة!

مكانش فيه أي حاجة، ولا حتى عروسة لامساني، أمال الإحساس الغريب دا جالي منين؟ إتنهدت بقوة، مشيت ببطء لحَد ما وصلت باب الأوضة، حطيت ودني على الباب للحظات، لحَد ما إتأكِّدت إن مفيش صوت برا، مسكت أكرة الباب ببطء ولفيتها لحَد ما فتحت الباب، كُنت على وشك أخرج لمَّا لمحت حركة ورايا بطرف عيني، بصيت ورايا بسُرعة بس مفيش حاجة.. كُل العرايس في مكانـ..

هي العروسة الكبيرة دي مش كانِت فوق الكرسي؟ لأ.. لأ.. بدوي.. ركِّز! ركِّز! خلينا نقلِّب الشقة دي ونخلَع من هنا بسُرعة!

لفيت وشي تاني عشان أخرج من الأوضة، المرة دي سمعته بوضوح.. صوت همس! كان جاي من ورايا بالظبط.. لدرجة إني كُنت حاسِس بنفس اللي بيهمس في ودني.. عارفين المُشكلة فين؟ إن نفسه كان بارِد.. كان بارِد زي التلج!

كان بيهمس في ودني: " جيت لقدرك.. خليك قده بقى "

بصيت ورايا بسُرعة زي الممسوس، بس مكانش فيه حد!

مش هكدِب عليك.. فكَّرت أمشي من البيت، بس صعب عليَّا أوصَل لحَد هنا وأمشي من غير ما أقلِّب أي مصلحة، قرَّرت أهدي نفسي شوية، أنا أكيد متوتَّر، أو خايف من منظر العرايس، خرجت من الأوضة الملعونة دي..

كُنت واقِف في صالة واسعة، في نصها ترابيزة حواليها كام كرسي، مراية كبيرة فوق بوفيه عليه رخامة، نيش فاضي محطوط فيه شوية أدوات وعرايس مكسَّرة! قرَّرت أدوَّر في أدراج البوفيه، قرَّبت من البوفيه وفتحت أول درج.. كان فاضي تقريبًا، تاني درج.. فيه شوية كراكيب، تالت درج.. قبل ما أشوف جواه إيه، حسيت بيه، أو يمكِن لمحت حركته ورايا، بصيت في المراية وشُفته!

راجل رفيَّع أوي، كأنه.. كأنه جلد على عضم، لابِس هدوم مقطَّعة، عينيه حمرا وواسعة، بس دا مكانش الغريب.. الغريب كان في إيديه اللي كانِت مربوطة بخيوط.. زي.. زي ما يكون عروسة ماريونت، رفع ايديه بحركة آلية وكأن حد بيتحكِّم فيه، الخوف كان مخليني واقِف زي المشلول، باصص في عينيه ومش قادِر أتحرَّك، نزِّل إيديه بالراحة ناحية رقبتي وكأنه هيخنقني، شهقت بخوف وأنا برجَع لورا، كُنت متخيِّل إني هخبط فيه أو حتى هيمسكني، بس اللي حَصَل مكانش كدا خالِص.. اللي حصل إني عديت منه، حسيت ببرودة مش طبيعية.. كأني دخلت في لوح تلج، وساعتها.. كُل حاجة إتغيَّرِت!

للأسوأ..

بشكل مُخيف..


العرايس كُلها بدأت تتحرَّك، خرجوا من الأوض، ماشيين بحركة آلية مُخيفة، كُلهم بيقرَّبوا مني، كُلهم جايين عشاني! بلعت ريقي بصعوبة وأنا مش مصدَّق اللي أنا شايفه!

رجعت لورا وأنا بصرَّخ: " لأ.. لا لا لا "

بس مكانش فيه مهرَب منهم، كان لازِم أهرب منهم، بصيت يمين وشمال.. مكانش فيه أدامي أي طريق أهرب منه غير إني أجري ناحية ممر طويل في آخره المطبخ، ومن هناك هتصرَّف بقي!

جريت زي المجنون بعيد عن إيديهم الصغيرة، جريت في الطُرقة زي المجنون، في نصها باب الحمَّام ودا مقفول، أما المطبَخ فكان من غير باب، بس المُشكلة إني أول ما قرَّبت من الحمَّام بابه إتفتَح بقوة، حسيت بإيد قوية بتشدني جوا الحمَّام.. قبل ما الباب يتقفل علينا، وقعت على الأرض بقوة، جسمي وجعني مكان ما خبطت في الأرض، بس قُمت بسُرعة.. كان هو.. الراجل الماريونت! 

واقِف أدامي.. المرة دي عينيه كانِت مليانة شر، خدت نفسي بصعوبة وأنا بقوله: " شكرًا "

فتح بُقه، شُفت سنانه المكسَّرة اللي السوس كلها، كانت حادة بشكل مش طبيعي، ابتسامته بدأت توسَع من الودن دي.. للودن دي، ميِّل رقبته لليمين شوية وهو بيقول: " لا شُكر على واجِب.. إنت بتاعي.. محدِّش منهم هياخدك مني "

ساعتها قلبي وقف! هو مشدنيش عشان ينقذني منهم! هو شدِّني عشان أبقى بتاعه! أبقى ليه لوحده!

قرَّب مني.. حاصرني في ركن من أركان الحمَّام، كان لازِم أتصرَّف، مفيش حرامي مننا بينُط على شقة من غير ما يبقى معاه حاجة يدافِع بيها عن نفسه، مديت إيدي في جيبي وهو بيقرَّب مني، ريحة نفسه وحشة أوي، كأنها.. كأنها ريحة لحم معفِّن، طلعت المطواة، فكَّرت أضربه بيها.. بس غالبًا دا مش بني آدم، ومش هيموت.. كُل اللي هيحصل إني هضايقه وأعكَّر مزاجه، بس قبل ما اليأس يتملِّك مني.. جاتلي فكرة غريبة جدًا، رميت المطواة على جنب وطلَّعت الولاعة بتاعتي، ولعتها.. بمُجرَّد ما شاف النار رجع لورا، قلعت القميص بتاعي.. ولَّعت فيه ومسكته في إيدي.. رجع وهو مرعوب، حرَّكت القميص ناحيته.. فتحت الباب، كانوا واقفين أدامه.. حرَّكت القميص في الهوا أدامهم.. رجعوا لورا، وقعوا فوق بعض، جريت زي المجنون.. كُنت عارِف إن الوقت ضيق! والنار هتاكُل القميص بسُرعة.. عشان كدا كان لازِم أتصرَّف، جريت ناحية باب الشقة.. شقيت طريقي وسطهم بالنار، حاولت أفتح الباب لكنه كان مقفول.

مكانش أدامي غير حل واحد وأنا شايف القميص بيخلص، والنار بتتطفي، الشبَّاك!

بصيت ورايا، شُفتهم وهمَّا بيتحرَّكوا حركتهم الآلية، النار لسعتني في إيدي، رميت اللي فاضِل من القميص على الأرض وأنا بجري ناحية الشبَّاك، مفيش وقت عشان أنزل زي ما طلعت.. مفيش أدامي غير حل واحد بس لو عايز أهرب من الكابوس دا..

إني أنُط من الشبَّاك.. أنُط من الدور الرابِع

مساء النور.. أنا الدكتور أحمد الجبَّاس، أخصائي الطب النفسي، الكلام دا كلام واحِد من أقدم المرضى هنا في مُستشفى (...) للأمراض النفسية والعصبية، الحقيقة إحنا دايمًا بنطلُب من المرضى عندنا يحكوا اللي حَصَل معاهم كمحاولة للتنفيس عن الضغوط اللي جواهم، عم بدوي عنده دلوقتي ٥٠ سنة تقريبًا.. هو هنا من ٢٥ سنة.. جالنا أول مرة بعد خروجه من قسم العظام والكسور في واحدة من المُستشفيات الشهيرة، كان حرامي.. مُجسَّل سرقة، نط من الدور الرابِع وهو بيسرَق شقة وكان هيموت لولا ستر ربنا!

بس الحقيقة أنا معنديش مشاكِل في كُل اللي هو قال عليه، أنا عندي مُشكلة تانية خالِص، طبعًا كُلكم خدتوا بالكم من غرابة قصته، أكاد أجزِم إن دي أغرب قصة سمعتها في حياتي، وصدَّقوني.. من واقِع خبرتي في الطب النفسي، فأنا سمعت قصص غريبة جدًا.

بس غرابة قصة عم بدوي مش في أحداثها، غرابتها في الكلام اللي كان بعد الحادثة، عم بدوي فعلًا نط على شقة عشان يسرقها، وفعلًا كانت شقة «صانع دمى» في وقت من الأوقات، بس الكلام دا كان قبل ما عم بدوي يدخُلها بحوالي ١٠ سنين!

عامر السلَّاب كان واحد من أشهر صانعي الدمى في مصر، العرايس بتاعته كانت مشهورة بإنها واقعية وحقيقية تقريبًا، لحَد ما في يوم.. لقوه ميت في شقته، واللي قتله كان رابطه في السقف بحبال كأنه عروسة ماريونت! وفورًا بدأ البوليس في التحقيق في الجريمة، لكن على الرغم من إنهم لحَد النهاردة مش عارفين مين اللي قتل السلَّاب! لكن التحقيقات كشفِت سر خطير جدًا! عامر السلَّاب كان بيستخدم عضم وشعر جُثث حقيقية في تصنيع عرايسه، عشان كدا كان شكلها واقعي، كان بيبنش القبور ويطلع منها عظم وشعر ويستخدمه!

البوليس ساب العرايس في الشقة ومنع دخولها، وبما أن عامر كان مقطوع من شجرة زي ما بيقولوا، مكانش له حد يستلم شقته، ومن يومها وهي مقفولة..

فأنا عندي أسئلة كتير جدًا.. مين اللي عم بدوي بيقول إنه راقبه في دخوله وخروجه من الشقة؟ إيه تفسير إنه شاف راجل ماريونت جوا وهو ميعرفش أي حاجة عن الطريقة اللي مات بيها عامر السلَّاب؟ وهل فعلًا الشعر والعضم اللي كان بيجيبهم من التُرب.. مُمكِن يبقى لهم علاقة باللي حَصَل لعم بدوي؟ 

مش عارِف أصدَّق كلامه ولا لأ.. حد منكم عنده أي نصايح؟



شارك المقال لتنفع به غيرك

إرسال تعليق

0 تعليقات



8473247629722366990
https://www.elabkary.com/