قصة رعب حقيقية فى الشقة ؟
كانت المرة الاولى اللي قررت أعمل فيها حاجة حرام, فاحشة, كبيرة من الكبائر, وده بعد ما كل اصحابي ما كانوا خاربينها زي ما بيقولوا كل يوم بنقعد عشان كل واحد يحكي مغامراته في الليلة اللي فاتت مع البنت اللي جبها معاه شقته..
وانا كنت ضعيف, كنت ضعيف لدرجة اني مكنتش قادر ابعد عن شلة الفساد دي, وكنت كل يوم بضطر اكذب واحكي قصة وهمية, قصة محصلتش من الأساس, لحد ما في يوم حسيت اني فعلا عايز اعمل كدا, ولو من باب التجربة..
يومها استفردت بواحد من الشلة بس كنا قريبين شوية, سألته على المكان اللي بيجيبوا منه البنات دي, وهل فعلا هعرف اجيب واحدة من الأساس, انا اللي اخر علاقة ليا كانت من سنتين على النت وفي الأخر طلع ولد, ومعتقدش اني في حياتي وقعت في علاقة مع بنت, ولو مجرد اعجاب, وكأن كان فيه شيء بيدفعهم عني, مفيش ولا واحدة كانت بتقدر تقرب مني..
قالي اني لو روحت الشارع الفلاني بالعربية بتاعتي ووقفت بس هلاقيهم بيجوا لحد عندي, تتفق معاها على السعر وتيجي معاك بكل سلاسة, اد كدا الفجر بقا بالسهولة دي ؟؟
اتوترت بصراحة شوية عشان يعرض عليا صاحبي انه يجي معايا ويوريني الطريقة الصحيحة لخطف الانثى, او بمعنى أصح خطف العاهرات..
سيبته بعد ما اتفقنا اننا هنتقابل على الساعة تسعة بالليل في مكان معين, روحت الشقة بتاعتي واللي عايش فيها لوحدي على تلاتة العصر كدا, دخلت الشقة لقيت حاجة مريبة، مريبة لأبعد مدى..
كل حاجة في الشقة متبهدلة، الهدوم مرمية على الأرض والكراسي مقلوبة وحتى مراتب السرير كان واقعة من على السرير..
وكأن كان فيه عشرين واحد بيفتشوا في الشقة عن حاجة، يا نهار مش فايت، جريت بسرعة على الدولاب مكان الفلوس بس الحمد لله لقيتها، امال اللي دخل يقلب في شقتي ده كان بيدور على ايه..
ركزت مع الحاجات المهمة ملقتش حاجة ناقصة، فضلت اكتر من ساعة بحاول استوعب اللي حصل ده، في النهاية بدأت ارتب الشقة وانا دماغي مشتعلة من كتر التفكير..
رتبت الشقة بعد ما بذلت مجهود كبير، وده لأن الشقة حرفيا كانت زريبة، نزلت بسرعة جبت كالون جديد للباب وغيرت القديم، قفلت كل الشبابيك وكمان ركبت ترباس جديد للباب من جوة..
بعد ما انتهيت قعدت على السرير، ومع المجهود اللي عملته وقعت من طولي من الارهاق، نمت وكأني منمتش قبل كدا..
كنت في الحلم كأني قريب اوي من انثى، كأني حاسس بالدفئ العجيب ده، وده خلاني انام بعمق اكتر واكتر..
فقت من نومي على رنة الموبايل، كان صاحبي، بصيت في الساعة لقيتها تمانية، فكرت قبل ما ارد..
هنزل ؟؟
افرض الحرامية رجعوا تاني ؟؟
مانا نايم في الدفى اهو، هنزل بقا ليه ؟؟
مش يمكن اللي حصل في الشقة تحذير من ربنا عشان منزلش ؟؟
وافتكرت شعور الدفئ اللي كنت فيه من شوية، تخيلت لو بقا حقيقي، حقيقي بمعنى الكلمة..
وفصل التليفون، وحمدت ربنا، مش هنزل خلا..
التلفون رن من تاني، رديت بتردد كبير عشان اسمع صوت
صاحبي بيقول:
- القطة رجعت في كلامها ولا اي
- لا طبعا بس بس
- بس ومبسش، شكلي هفضحك بكرة قدام الشلة
اتصدمت من الرد وجاوبته فورا:
- انجز بقا عشان الحق اقابلك
خوفت، خوفت من استهزائهم بيا اكتر من خوفي من ربنا، ونزلت، نزلت واستنيت صاحبي بالعربية في الموعد..
شوية وجه ركب جمبي وقالي بينا على شارع جامعة المدن بسرعة..
وطلعت بالعربية، واحنا في السكة طلب صاحبي اني اقف عشان هينزل يجيب سجاير من اي كشك..
وقفت بالعربية على جمب واستنيته، نزل يجيب السجاير وانا فضلت اراقب الشارع والناس والعربيات من الشباك..
لحظة واتفاجئت بواحدة بتخبطلي على العربية، جت امتا دي ؟؟
كانت لابسة فستان شبيه بفستان العرايس، كانت جميلة جدا، عينيها واسعة متكحلة بالاسود، شعرها اسود بلون الليل نازل زي الشلال من نعومته..
حتى بشرتها كانت بيضا مشربة بالحمرة، كانت زي القمر، ويمكن اجمل من القمر..
- اؤمري
- هتدفع كام ؟.
مستحيل، مستحيل تكون دي من بنات الليل اللي بيقفوا في الشارع، استغربت اوي ورديت:
- انتي بتتكلمي بجد
- مش انت واقف هنا عشان كدا
- لا انا لسة هروح ا، ايوة ايوة تعالي بس ومش هنختلف
ركبت فورا العربية وطلبت مني اطلع، قولتلها اني مستني صاحبي عشان تفتح الباب وتحاول تنزل، ولما استفسرت عن السبب قالتلي اني لو مطلعتش دلوقتي هتنزل..
طبعا يولع صاحبي قدام القمر ده، وعلى رأي المثل "قعدة الراجل بميت ست، بس لو جت الست يمشي الراجل"
وطلعت بالعربية زي الصاروخ متجه للشقة بتاعتي، في اللحظة دي صاحبي رن عليا قومت مكنسل عليه وعملت الفون صامت..
وصلنا العمارة بتاعتي واللي في مكان هادئ تماما، نزلنا وطلعنا في الاسانسير لحد الشقة، كنت طاير من الفرحة، البنت يقال عليها انثى بكل ما تحمل الكلمة من معنى..
دخلنا الشقة ودخلت هي اوضة النوم وانا روحت عشان اخود دش على السريع كدا، طبعا قفلت الباب من جوة بالمفتاح عشان لو طلعت حرامية ولا حاجة، ايوة مانا لازم ابقا ذكي..
دخلت الحمام خدت الدش فورا، وخرجت، خرجت عشان الاقي موبايلي على الكرسي عمال ينور ويطفي، بصيت فيه كان صاحبي هو اللي بيرن..
كنت هسيب الموبايل عشان الاقي رسالة منه بتقولي يابني رد عليا..
قررت ارد عليه عشان اتمنظر عليه واحكيله على البنت اللي وقعت تحت ايدي..
اول ما فتحت الموبايل سمعت كمية شتايم زي الفل، وازاي اسيبه وامشي بالطريقة دي، رديت عليه وقولت:
- يا بني انا معايا واحدة دلوقتي
- انت متخلف يابني، جبتها منين دي
- من نفس المكان اللي وقفنا فيه، لما انت نزلت تجيب السجاير
- انت بتكذب كمان
- والله ما بكذب
- بتحلف بالله، يابني انا جبت السجاير وجيت اركب لقيتك طلعت بالعربية، ومكنش معاك اي حد اطلاقا
- انت كمان مبتشوفش
- يابني انا كنت بفتح الباب لما انت طلعت، وكنت لوحدك في العربية
اتوترت جدا من كلامه، قربت من الاوضة لقيتها ممددة على السرير بشكلها المثير، اتكلمت معاه بتعجب وقولت:
- امال مين اللي نايمة قدامي دي
في اللحظة دي فتحت عينيها وقامت، قامت عشان اشوف عينيها اتحولت لعين شبيهة بأعين الثعابين، عينيها كانت مشقوقة بالطول، وشها بدأ يتلون بكل الألوان، احمر، ابيض، اصفر، ازرق، اخضر
وطفى نور الشقة كلها، طفى عشان جسمي كله يتخشب مكانه واهمس بكل رعب الدنيا لصاحبي، الحقني، الحقني يا عمرو..
ووقع التلفون من ايدي من الرعب، في اللحظة دي، حسيت بجسمها بيلف حوليا، كنت بحس بلمساتها، بالحرارة اللي طالعة من جسمها، كل ده وانا مشلول، قلبي بيتنفض وشعري كله واقف والعرق بدأ ينزل مني من الرعب..
وهنا سمعت همساتها جوة وداني..
عاوز تنام مع بنت يا حسن ؟؟
مانا موجودة اهو..
طول عمري وانا موجودة..
احترمت رغبتك في انك متعصيش ربك ومكنتش بقرب منك..
لكن طالما حابب فانا هنا اهو، انا موجودة
وبكل فزع الدنيا خرجت الكلمة من بقي وهي بتترعش..
"انتي مين"
ضحكت ضحكة عالية رجت الشقة كلها قبل ما تقول:
حقك تسأل انا مين، مهو انا اللي غلطانة اني معرفتكش بنفسي طول السنين اللي فاتت دي..
انا هيلين، انا اللي جدتك من صغرك وكلتني بحمايتك، جدتك اللي كانت بتعمل السحر والاعمال، فاكر يا حسن، ومن يومها وانا جمبك بحميك، كنت موجودة في كل مرة حاولت بنت انها تقرب منك، كنت موجودة في كل مرة كان هيحصلك أذى وكنت بشيله عنك..
كنت موجودة من كام ساعة لما بوظت شقتك عشان تفهم ومتنزلش، كنت موجودة وانت نايم عشان تفضل في حضني ومتصحاش، كنت موجودة وانت رايح تجيب بنت غيري، مكنتش ناوية اكشفلك عن نفسي في حياتك، بس انت غبي يا حسن، غبي وخلتني اكشف عن نفسي..
وطالما كشفت عن نفسي مرة، فمش هقدر اخبي نفسي عنك تاني، طالما شوفتني مرة فهتقدر تشوفني كل يوم، وكل ساعة، وكل دقيقة..
من انهاردة انا عشيقتك يا حسن..
قالتها والنور رجع، رجع عشان الاقيها اختفت تماما، خرجت من الشقة وانا بصرخ زي المجانين، نزلت لصاحبي وحكيتله على كل حاجة..
ومن يومها وهيلين بتظهرلي كل يوم، في نومي، في الشقة، وحتى في الحمام، عينيها مخيفة مشقوقة بالطول، وشها بيتلون كل شوية بلون مختلف..
القصة دي اتحكت على لسان عمرو صاحب حسن، حسن اللي اتصاب بلوثة عقلية خلته يتنقل لمستشفى امراض عقلية، عمرو بيقول ان كل ده جنان، خاصة ان حسن اصلا مش مظبوط، دايما لوحده، بيخرج معانا صامت تماما، عارفين ان فيه حاجة غلط اصلا..
"أحمد محمود شرقاوي"
محمود بيقول ان كل ده حقيقي، وانه عاشر جدة حسن اللي فعلا كانت بتعمل اعمال كل شوية، وانها وكلت حارس لحسن من صغره..
"أحمد محمود شرقاوي"
0 تعليقات